خضرنة المشاريع
يقصد بالمشروع أو المنشأة الخضراء Green business المشروع أو المنشأة التي تهدف إلى جني المال أو الأرباح أو تحقيق المنفعة الاجتماعية، والمحافظة على البيئة في نفس الوقت. ويمكن إنشاء المشاريع الخضراء في جميع القطاعات مثل الزراعة والصناعة، والأبحاث والتنمية، والهندسة، وتخطيط وإدارة المشاريع إلى
جانب الأنشطة الخدماتية والتجارية. تعتمد المشاريع على الموارد الطبيعية والطاقة وتستخدمهما في مرحلة الإنتاج بطرق مختلفة، بما في ذلك:
تحتاج معظم المشاريع إلى المواد الأولية في عملية الإنتاج. وقد تكون هذه المواد متجددة مثل الخشب أو معاد تدويرها مثل النفايات البلاستيكية أو مواد غير مدورة مثل الإسمنت والحديد غير المدور والخشب المقطوع من غابات الأشجار.
تحتاج معظم المشاريع إلى الكهرباء أو الطاقة الحرارية. وقد تتولد الطاقة من مصادر متجددة مثل الرياح أو الشمس أو تدفق الماء أو من أخشاب الغابات المتجددة أو من مصادر غير متجددة مثل المشتقات النفطية والوقود.
. تحتاج معظم المشاريع إلى المياه. وقد تأتى المياه من مصادر مستدامة مثل أحواض تجميع مياه الأمطار، أو من مصادر غير مستدامة مثل الضخ المفرط من المياه الجوفية. كما تنتج معظم المشاريع النفايات الصلبة والمياه الثقيلة ( العادمة) التي يجب أن تمتصها البيئة الطبيعية.
تقع المشاريع على أنواعها في بيئة طبيعية تحيط بها. وقد تكون هذه البيئة الطبيعية نظيفة وصحية أو ملوثة ووسخة جدًا. ولا شك في أن البيئة الطبيعية الصحية تكون ميزة حقيقية لمشروعك، لاسيما إن كنت تعمل في القطاع السياحي، حيث يجذب المكان الجميل السياح ويدفعهم إلى تمضية وقت أطول فيه. كما يؤدي الاستخدام الجائر للموارد الطبيعية والتلوث المفرط إلى استنفاد هذه الموارد ويؤثر على ديمومة المشاريع التي تعتمد عليها. على سبيل المثال، ستتسبب المشاريع التي تؤدي إلى التصحر وتفرط في استخدام الخشب من غابات غير متجددة بتأكل التربة واستنفاد الخشب لتلبية الحاجات المستقبلية إلى جانب تدهور التنقية الطبيعية للمياه والتغير المناخي. في المقابل، سيؤثر ذلك على المشاريع بحد ذاتها حيث أنها تعتمد على الخشب أو المياه النظيفة أو التربة الخصبة. كما تعتمد المشاريع على صحة العمال وصحة أصحابها والتي باتت مهددة بفعل
التدهور البيئي والتلوث.
لذلك، فإن جهود خضرنة المشاريع تتركز بشكل رئيسي في المجالات الآتية:
خفض استهلاك المواد الخام والطاقة واستخدام مصادر الطاقة المتجددة.
التقليل من النفايات والتلوث الناتج عن المشروع، بما فيها انبعاثات الغازات الدفيئة مثل بخار الماء وثاني أكسيد الكربون والميثان، التي تشكل طبقة في الغلاف الجوي للأرض تسمح بمرور أشعة الشمس والحرارة للأرض، وتحبس حرارة الشمس المنعكسة عن سطح الأرض الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع حرارة الأرض وقد يؤدي إلى تغير المناخ وذوبان الجليد والتأثير سلبيا على الحياة على الأرض.
-1- الخضرنة عن طريق خفض استهلاك عناصر الانتاج
تشمل عناصر الإنتاج المواد الخام والطاقة والمياه والمعدات والآلات وأدوات العمل والأرض والأبنية والموارد الطبيعية. وتتمثل استراتيجيات الخضرنة لكل من عناصر الإنتاج بما يلي:
هل يمكن التقليل من استخدام هذه العناصر ؟ وكيف؟ على سبيل المثال، يمكن التوفير في مصروف الكهرباء عن طريق استخدام مصابيح كهربائية بقدرات مختلفة تتناسب مع الحاجة. أو يمكن التوفير في القماش المستخدم لصناعة الألبسة عن طريق قص القماش بأقل كمية ممكنة من الفضلات.
هل يمكن استخدام هذه العناصر بشكل مختلف؟ وكيف؟ على سبيل المثال، يمكن إطفاء المصابيح الكهربائية يدويا عند عدم الاستخدام واستخدام إنارة موضعية مركزة على موقع العمل بدلا من الإنارة العامة أو استخدام مفاتيح آلية تطفئ أو تشغل مصابيح الإنارة عند الضرورة.
هل يمكن استبدال هذه العناصر ؟ وبماذا ؟ على سبيل المثال، يمكن استبدال المصابيح الكهربائية العادية بأخرى موفرة للطاقة، أو استخدام مصابيح إنارة تعمل على الطاقة الشمسية
-2- الخضرنة عن طريق التحكم بالنفايات
ينتج عن العملية الإنتاجية في المشروع منتجات ثانوية غير مرغوبة أو نفايات. وتكون النفايات عادة صلبة أو سائلة أو غازية أو على شكل طاقة حرارية. ويعد تصنيف النفايات وفرزها الخطوة الأولى المهمة اللازمة قبل
البدء بإجراءات الخضرنة. وتصنف النفايات عادة إلى نوعين رئيسين:
النفايات العضوية Organic waste تتكون من النفايات الخضراء ونفايات البساتين والأغذية والنفايات الحيوانية. ونظراً إلى خصائصها، تسمى هذه النفايات أيضاً نفايات رطبة”. وهي قابلة للتحلل أكثر من النفايات غير العضوية ويمكن تحويلها إلى مجموعة مختلفة من المنتجات المفيدة مثل السماد العضوي الذي تنوي إنتاجه وبيعه شركة الوطنية لتدوير النفايات.
النفايات غير العضوية Inorganic waste هي التي لا تتأتى من مصادر طبيعية لكنها من صنع الإنسان وتشمل المعادن والزجاج والبلاستيك والورق. وتحتوي هذه النفايات على مواد كثيرة يمكن تدويرها. ونظرًا إلى خصائصها تسمى النفايات غير العضوية أيضاً نفايات جافة”. وتشكل شركة “أفكار جديدة للأكياس القماشية مثالاً عن استخدام النفايات الجافة – القماش المدور من أجل تصنيع منتجات
صديقة للبيئة. ويشكل تدوير النفايات الجافة طريقة عقلانية لتوسيع فرص مشروعك في العمل.
وتتم إدارة النفايات باستخدام الإجراءات الآتية والتي تشملها الاستراتيجية الثلاثية المسماة استراتيجية 3Rs وحسب التسلسل الآتي:
أ- تقليل النفايات Reduce
هي المرحلة الأولى والأهم. ويمكن تحقيق ذلك من خلال تغيير أنماط سلوكنا. على سبيل المثال، شراء السلع المعمرة وتفادي استبدالها بالسلع “المبتكرة” في السوق.
ب إعادة الاستخدام Reuse
هي الأولوية الثانية في الاستراتيجية الثلاثية، وتهدف إلى استخدام الأغراض القديمة أو النفايات بطرق جديدة. كما يشكل استخدام الأغراض القديمة لصنع أغراض جديدة نوعًا من إعادة الاستخدام. مثلاً، يمكن استخدام أوعية المربيات كحاويات للأطعمة لأغراض الاستخدام المنزلي. وقد طبقت بعض الشركات والأعمال الذكية أفكاراً مبتكرة ومربحة من أجل التقليل من الآثار السلبية على البيئة. وقد اعتمدت هذه الشركات نماذج إنتاج تشمل التقليل من استخدام المواد الخام واسترداد المنتجات القديمة من خلال إعادة استخدام بعض أجزاء منها.
ج إعادة التدوير Recycle
هي الأولوية الثالثة في الاستراتيجية الثلاثية. ويمكن القيام بها في حال استحالة التقليل وإعادة الاستخدام. ويمكن لإعادة التدوير إنتاج مواد خام جديدة من النفايات. بمعنى آخر، ما نعتبره نفايات قد يكون مفيداً لإنتاج أغراض جديدة. وهي تشمل أساليب إنتاج مواد جديدة من المواد المستخدمة. وعليه، تحول إعادة التدوير دون التخلص من النفايات واستخراج المواد الخام. كما تُدرج المواد في إطار عملية دورية. وهذا يعني إمكانية إعادة استخدام المواد المستخدمة لإنتاج زجاجة واحدة من أجل إنتاج زجاجة أخرى أو حتى مواد زجاجية أخرى.
د التخلص من النفايات بطريقة آمنة Dispose
هو الملاذ الأخير. ويتم اختياره بعد استنفاد جميع خيارات إدارة النفايات الأخرى. وتتلخص تقنية التخلص برمي النفايات في مكبات وحرقها. ولا بد من إخضاع النفايات إلى معالجة مسبقة قبل التخلص منها في نهاية
المطاف من أجل خفض كمية النفايات أو تقليص سميتها.
الخلاصة
يقصد بالمشروع أو المنشأة الخضراء المشروع أو المنشأة التي تهدف إلى جني المال أو الأرباح أو تحقيق المنفعة الاجتماعية، والمحافظة على البيئة في نفس الوقت.
قد يعتمد مشروعك على استخدام الموارد الطبيعية بطرق مختلفة. ويؤدي الإفراط في استخدام الموارد الطبيعية إلى استنفادها مما يؤثر على استمرارية مشروعك.
توجد استراتيجيات متعددة تستخدمها المشاريع من أجل إدارة الموارد الطبيعية والتوفير في استهلاك عناصر الإنتاج المختلفة بغرض تعزيز الكفاءة وبالتالي زيادة الأرباح.
تنتج النفايات كمخرجات غير مرغوب فيها في سياق العملية الإنتاجية. ويجب على المشروع التحكم بالنفايات عن طريق فرزها كمرحلة أولى إلى نفايات عضوية ونفايات غير عضوية واعتماد الاستراتيجية الثلاثية 3Rs والتي تتكون من ثلاثة مراحل: الحد من النفايات وإعادة الاستخدام وإعادة التدوير
.